الخلاف بين أبي حنيفة وأصحابه

فقد اخترت موضوع الخلاف بين أبي حنيفة وأصحابه وموقف الأئمة الآخرين من هذا الخلاف، عنوانا لرسالتي لنيل درجة العالمية (الدكتوراه) في الفقه المقارن، من جامعة الأزهر الموقرة العريقة، التي طالما حملت مشعل الهداية، ليس لأرض الكنانة والنيل فحسب وإنما لبقاع الدنيا قاطبة .

وإن بحر الشريعة عظم متلاطم الأمواج، والخوض فيه على جانب من الخطورة عظيم، ويحتاج السفان أن تكون عنده أساسيات وأمامه منارات، لئلا يتيه فيئفق ولئلا يغر فيغرق .

ومن المنارات أن يعرف الأصول الفقهية والقواعد الكلية، وعموميات الشريعة. فضبط الفقه بقواعده يغني عن حفظ كثير من الجزئيات التي قد يئفق فيها الباحث عمره ولا يطلع عليها جميعها، كما أنه يحول دون اضطراب المسائل كما يذكر الشاطبي.

ومن الأساسيات أن يلم الباحث بالخلافات، ويعرف مفارق الطرق ودواعي المآخذ المختلفة، وأسباب تعدد الآراء.

ولذلك روي عن قتادة: من لم يعرف الاختلاف لم يشم أنفه الفقه» .

وعن هشام ين عبيد الله الرازي: «من لم يعرف اختلاف القراء فليس بقارئ، ومن لم يعرف اختلاف الفقهاء فليس بفقيه ..

العبيكان للنشر

2002