الكشاف في آداب الاعتكاف
4.60 ر.س
لما كان صلاحُ القلبِ واستقامتُه على طريق سيره إلى اللَّه عز وجل متوقِّفاً على جمعيَّته على اللَّه، وَلَمِّ شَعثه بإقباله بالكليَّة على اللَّه تعالى، وكان فُضولُ الطعام والشراب، وفُضولُ مخالطة الأنام، وفضولُ الكلام، وفضولُ المنام؛ مما يزيدُه شَعَثاً، ويُشَتِّتُهُ في كُلِّ وادٍ، ويقطعه عن سيره إلى اللَّه تعالى، أو يُضعِفُه أو يعوقه ويُوقِفه؛ اقتضت رحمة العزيز الرحيم بعباده أن شرع لهم من الصوم ما يُذهِبُ فضولَ الطعام والشراب، ويستفرِغُ مِن القلب أخلاطَ الشهواتِ المعوِّقة له.
وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصودُه وروحُه عكوفُ القلبِ على اللَّه تعالى، والخلوةُ به، والانقطاعُ عن الاشتغال بالخلق، والاشتغال به وحده – سبحانه -، بحيث يصير ذِكره وحبه والإقبالُ عليه في محل هموم القلب وخطراته، فيستولى عليه بدلَها، ويصير الهمُّ كُلُّه به، ويصيرُ أُنسه باللَّه بدَلاً عن أُنسه بالخلق، فيعدّه بذلك لأنسه به يوم الوَحشة في القبور حين لا أنيس له، ولا ما يفرحُ به سواه.
وقد ذكرنا في هذه الصفحات الأحكام المتعلقة بالاعتكاف في صورة مبسطة ميسورة، ليستعين بها العاكفون على أداء عبادتهم؛ مقتدين برسولهم الكريم، سالكين سبيل السلف الصالحين.
العبيكان للنشر
معلومات إضافية
التصنيف | الدين |
---|---|
تاريخ النشر | 2014 |
عدد الصفحات | 20 |
ISBN | 9786038047422 |
قياس الكتاب | 21×14 |