دور العلماء والدعاة في ردع الغزاة

الحمد لله الذي أعانني على تجميع هذا الكتيب البسيط في حجمه ومطواه، المهم في جوهره ومغزاه، والصلاة والسلام على خير من وضح الحق وجلاه. حبيبنا المصطفى، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه جميعا ومن والاه.

أما بعد : إخواني في الله، لم يقدر لي يوما من الأيام أن أكون كاتبا، بل مؤلفا، ولكني أقول : إننا مررنا بأيام وليالي مها كاتت قاسية، ومؤلمة، ومها كانت مفرقة وجارحة لمشاعر أبناء الأمة الإسلامية – إلا أني أعتبر هذه الأيام وهذه الليالي مخاض أفكار وعقول، أنجبت هذه الأفكار ما حملت به. إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

وهذا ما رأيناه واضحا وجليا بين أبناء الدول الإسلامية عندما حلت هذه المحنة التي سوف نوجزها بعد برهة؛ لأنها غنية عن التفصيل. عندهاـ اختلفت آراؤهم وأفكارهم؛ فمنهم من وقف مع الحق وقفة المؤيد، ومنهم من وقف معه كأنه باطل، ومنهم أيضا من وقف مع الباطل والعدوان وقفة الغاضب المنكر، ومنهم من وقف معه كأنه عين الحق .

وفي خضم هذه المعتركات الفكرية كتب الخيرون من أبناء الأمة الإسلامية واقفين مع الحق ضد الباطل، فمنهم من كشف مكر وإدعاءات الطعاة، وآخرون سخروا أقلامهم وكتبهم لتسجيل هتافات الحق والهاتفين به حتى ينتفع به وبهم من يبحث عن إظهار الحق .

وبكل صراحة ووضوح، إن أغلب الدول الإسلامية كانت تحتضن من يؤيد الحق ويستنكر الباطل، وسيطول بنا الحديث إذا حاولنا الحديث عن الـدول الإسلامية جمعاء ولذا ستكتفي بالحديث عن المملكة العربية السعودية وهو ليس بالقليل .

هذا مؤكد؛ لأن المملكة هي الـدولة التي اوت ونصرت، وتكبد كل فرد من أفراد شعبها الكثير من المتاعب .

فالحكومة الرشيدة بذلت النفس والنفيس لتلافي الموقف، والشعب السعودي اتسم بالانضباط والتحلي بالصبر، وأدى ما هو مطلوب منه بكل إخلاص وتفاني .

وثمة مواقف جديرة بالذكر. هذه المواقف كان لها الدور الكبير في ضبط الأفكار وحفظها عن الزيغ والانحرافات، كيف لا ؟ وقد تولاها أهل الفكر والدين والعلم، أولئك هم العلماء والدعاة والمفكرون، فكل ما سجلته أقلامهم ونطقت به ألسنتهم كان بمثابة قذائف توجه إلى العدو.

ومن أجل هذه المواقف التي يجب أن يذكرها التاريخ ويسجلها بين طياته . شرعت من أجل ذلك في تجميع بعض نماذج من هذه المواقف منذ بضعة شهور، وأردت أن يكون مؤلفي مجتمعا أو جامعا يحكي عن كل المواقف التي أقلتها هذه الأرض الطيبة . ومنها مواقف السياسيين – ومواقف العلماء والدعاة – ومواقف الأدباء والكتاب والمفكرين ومواقف الشعراء وغير ذلك من المواقف .

وهذا ما سيتحقق إن شاء الله قريبا.

وبالرغم من عدم اكتمال تلك الفصول إلا أنني كنت حريصا عل سرعة طباعتها وذلك لأنه لم يؤلف مثلها من قبل وسميتها – دور العلماء والـدعاة في عملية ردع الغزاة .

أتمنى من الله أن يوفقني في إتمام تلك الفصول .

ولنستمر لمزيد من الإيضاح .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

1993